يتحول جبل صبر المطل على مدينة تعز في كل عيد إلى قبلة يتوجه إليه الزائرون سواء من أبناء الحالمة أو من المحافظات الأخرى بهدف الاستمتاع بجمال المنظر وهروباً من زحمة المتاعب بعد أن اكتسى حلته الخضراء المعتادة ونشر نسيمه العليل في أرجاء المكان ورسم الابتسامة في وجوه زائريه فما كان لمخيلاتهم سوى العيش داخل أروع الحكايات التي قصها عليهم جبل صبر بهوائه ومناظرة الخلاقة .... الثورة زارت المكان ورصدت تجليات العيد هناك وحاكت نفس زائريه في هذا الاستطلاععلى صدر المدينة الحالمة "تعز" يرزح جبل صبر ثاني أكبر جبل في اليمن بعد جبل النبي شعيب الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 3200 متر بنقص حوالي 400 متر عن جبل النبي شعيب ولأنه العيد لا سواه من يملك الحق الإلهي في وقف زحف كتائب الأسى والهموم عن المواطن "الغلبان" فقد تولى الجبل مهمة مكافحة صحاري الحرمان من قلوب المواطنين ولبس لهذه المهمة حلته الخضراء الباهية التي أهداها له فصل الصيف الذي زاره في هذا العيد .يتمتع جبل صبر الملقب بـ"الأشم" بعوامل جذب كثيرة أبرزها أنه يطل على مدينة تعز حتى أن الزائر يراها أمامه كما يرى باطن كفه ويتمتع كذلك بمنظر جمالي قلما تجد له نظيرا إذ تزينه المدرجات الزراعية من جهة والطريق الاسفلتية الممتدة على طوله والمنازل والاستراحات التي على جنبات الطريق من جهة أخرى وفوق هذا كله يطغى على المكان الهواء العليل والأنسام العبيرية .منذ الساعة العاشرة من صباح أيام العيد يبدأ الشوق يقرع أجراس الرحيل إلى الجبل فتقوم ربات الأسر بإعداد سريع لوجبة الغداء وتناولها قبل أن تتوسط الشمس كبد السماء حتى يتمكنوا من قضاء أكبر وقت ممكن في الجبل وحين تدق أجراس الساعة الثانية عشر ظهر يبدأ مدخل جبل صبر من الأسفل بالازدحام وتزدحم معه ينابيع الشوق إلى ما يكتنزه الجبل فعما قريب سيكون الزوار على موعد مع المتعة الطبيعية الساحرة .. في الساعة الثالثة عصرا تكون الطريق الإسفلتية الممتدة على طول واجهة الجبل المطل على المدينة قد بلغ أوج الازدحام وتحولت جنبات الطريق إلىمواقف للسيارات .لم يحتكر جبل صبر ما حباه الله من نعم على أهله أو زواره من أصحاب الامتيازات "الأغنياء" بل فتح أبوابه أمام كل الفئات الغنية والمتوسطة والفقيرة وأعد لكل فئة متكئاً خاصا فالأغنياء يستقبلهم فندق جبل صبر السياحي والذي بناه الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الأمارات السابق فيما الناس من ذوي الدخل المحدود تستقبلهم الاستراحات الزجاجية التي بناها أبناء الجبل كمشروع استثماري يدر عليهم الدخل أما الطبقة المعدمة فيحلون ضيوفا كراما على المدرجات الإسمنتية الموجودة في خلفيات الطريق الإسفلتية المقابلة لمدينة تعز الحالمة .وبعيدا عن أسفل جبل صبر فهناك في الأعلى تقع قمة الجبل منطقة العروس وفيها من الروعة والجمال ما يجعل أبكماللغة يتحول إلى أفصح العرب ، أيضا في هذه المنطقة يرى الزائر بأم عينيه الوحدة الوطنية التي تحققت في العام 90م فمن هناك ترى الباسمة عدن وبالذات قلعة "صيرة" .بعد أن استطلعنا جمال الجبل قمنا باستطلاع جماله في نفوس الزائرين فكانت النتيجة حكايا وقصص جمالية لم ينتهِالناس هنا بعدُ من حياكتها ونسجها فهذا جميل عبدالحميد زار الجبل هذا العام لأول مرة برفقة أسرته ويصف الجبل بالساحر الحكيم مثله حمدي النبيل الذي صرح بأنه أدمن على استنشاق الهواء النقي لجبل صبر ورؤية المناظر الخلابة فيه لذا فهو لم يقض العيد في مكان غير جبل صبر منذ حوالي خمس سنوات ، أما أم محمد من مدينة تعز فقالت أنها لطالما حلمت بزيارة الجبل لتتنفس الصعداء من الكبت الذي تعيشه في المدينة بعد أن تغير جو المدينة خلال السنوات الأخيرة إلى أسوأ مما كان حيث ارتفعت درجة الحرارة وأصبح الهواء ملوثا إلى حد